﴿كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ﴾ [المائدة:117]
[لو لا الاعتماد على عين العبد ما ظهر سلطان الأول و الآخر]
فلو لا الاعتماد على عين العبد ما ظهر سلطان هذين الاسمين إذ العين هنالك واحدة لا متحدة و في العبد متحدة لا واحدة فالأحدية لله و الاتحاد للعبد لا الأحدية فإنه لا يعقل العبد إلا بغيره لا بنفسه فلا رائحة له في الأحدية أبدا و الحق قد تعقل له الأحدية و قد تعقل بالإضافة لأن الكل له بل هو عين الكل لا كلية جمع بل حقيقة أحدية تكون عنها الكثرة و لا يصح هذا إلا في جناب الحق خاصة فلا يصدر عن الواحد أبدا في قضية العقل إلا واحد إلا أحدية الحق فإن الكثرة تصدر عنها لأن أحديته خارجة عن حكم العقل و طوره فأحدية حكم العقل هي التي لا يصدر عنها إلا واحد و أحدية الحق لا تدخل تحت الحكم كيف يدخل تحت الحكم من خلق الحكم و الحاكم ﴿لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [آل عمران:6]
[الذكر أعلى المقامات كلها]
فالذكر أعلى المقامات كلها و الذاكر هو الرجل الذي له الدرجة على غيره من أهل المقامات كما قال تعالى ﴿وَ لِلرِّجٰالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾ [البقرة:228] و من الذكر سمي الذكر الذي هو نقيض الأنثى فهو الفاعل و الأنثى منفعلة كحواء من آدم فقد نبهتك بذكر الحق بمن ذكرك من كونه مصليا
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية