و هذا كله يؤذن بالستر فمن صبر على حفظ الحدود و سترها فإن اللّٰه يستره بما تطلبه هذه الحقيقة
[الحفظ حفظان و أهله طبقتان]
و اعلم أن الحفظ حفظان و أهله طبقتان و قد يجتمع الحفظان في شخص واحد و قد تنفرد طبقة واحدة بحفظ واحد فلهذا فصل اللّٰه بينهما فأطلق في حق طائفة و قيد في حق أخرى ثم إن الذين أطلق في حقهم الحفظ لحدود اللّٰه هم على طبقتين فمنهم من عرف الحدود الذاتية فوقف عندها و ذلك العالم الحكيم المشاهد المكاشف صاحب العين السليمة و صاحب هذا المقام قد لا يكون صاحب طريقة معينة لأن الإنسانية تطلبها و منهم من عرف الحدود الرسمية و لم يعلم الحدود الذاتية و هم أرباب الايمان و منهم من عرف الحدود الرسمية و الذاتية و هم الأنبياء و الرسل و من دعا ﴿إِلَى اللّٰهِ عَلىٰ بَصِيرَةٍ﴾ [يوسف:108] من أتباع الرسول صلى اللّٰه عليه و سلم فهؤلاء هم الأولى بأن يطلق عليهم الحافظون لحدود اللّٰه الذاتية و الرسمية معا و أما الحافظون فروجهم فهم على طبقتين منهم من يحفظ فرجه عما أمر بحفظه منه و لا يحفظه مما رغب في استعماله لأمور إلهية و حكم ربانية أظهرها إبقاء النوع على طريق القربة و منهم من يحفظ فرجه إبقاء على نفسه لغلبة عقله على طبعه و غيبته عما سنه أهل السنن من الترغيب في ذلك فإن انفتح له عين و انفرج له طريق إلى ما تعطيه حقيقة الوضع المرغب في النكاح فذلك صاحب فرج فلم يحفظه الحفظ الذي أشرنا إليه و أما صاحب الشرع الحافظ به فلا بد له من الفتح و لكن إذا اقترنت مع الحفظ الهمة فإن لم تقترن معه الهمة فقد يصل إلى هذا المقام و قد لا يصل جعلنا اللّٰه من الحافظين لحدود اللّٰه الذاتية و الرسمية فإن اللّٰه بكل شيء حفيظ
[الأولياء الذاكرون]
و من الأولياء الذاكرون اللّٰه كثيرا و الذاكرات رضي اللّٰه عنهم تولاهم اللّٰه بإلهام الذكر ليذكروه فيذكرهم و هذا يتعلق بالاسم الآخر و هو صلاة الحق على العبد فالعبد هنا سابق و الحق مصل لأن المقام يقتضيه فإنه قال تعالى ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾ [البقرة:152] فأخر ذكره إياهم عن ذكرهم إياه و
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية