«قال صلى اللّٰه عليه و سلم المؤمن من أمنه الناس على أموالهم و أنفسهم» و «قال صلى اللّٰه عليه و سلم المؤمن من أمن جاره بوائقه» و لم يخص مؤمنا و لا مسلما بل قال الناس و الجار من غير تقييد فإن المسلم قيده بسلامة المسلمين ففرق بين المسلم و المؤمن بما قيده به و بما أطلقه فعلمنا إن للإيمان خصوص وصف و هو التصديق تقليدا من غير دليل ليفرق بين الايمان و العلم و اعلم أن المؤمن المصطلح عليه في طريق اللّٰه عند أهله الذي اعتبره الشرع له علامتان في نفسه إذا وجدهما كان من المؤمنين العلامة الواحدة أن يصير الغيب له كالشهادة في عدم الريب فيما يظهر على المشاهد لذلك الأمر الذي وقع به الايمان من الإيثار في نفس المؤمن كما يقع في نفس المشاهد له فيعلم أنه مؤمن بالغيب و العلامة الثانية أن يسرى الأمان منه في نفس العالم كله فيأمنوه على القطع على أموالهم و أنفسهم و أهليهم من غير أن تتخلل ذلك الأمان تهمة في أنفسهم من هذا الشخص و انفعلت لأمانة النفوس فذلك هو المشهود له بأنه من المؤمنين و مهما لم يجد هاتين العلامتين فلا يغالط نفسه و لا يدخلها في المؤمنين فليس إلا ما ذكرناه
[الأولياء القانتون]
و من الأولياء أيضا القانتون لله و القانتات رضي اللّٰه عنهم تولاهم اللّٰه بالقنوت و هو الطاعة لله في كل ما أمر به و نهى عنه و هذا لا يكون إلا بعد نزول الشرائع و ما كان منه قبل نزول الشرائع فلا يسمى قنوتا و لا طاعة و لكن يسمى خيرا و مكارم خلق و فعل ما ينبغي قال اللّٰه تعالى ﴿وَ قُومُوا لِلّٰهِ قٰانِتِينَ﴾ [البقرة:238]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية