و لو لا قوله ﴿وَ حَسُنَ أُولٰئِكَ رَفِيقاً﴾ [النساء:69] ألحقنا هؤلاء الشهداء بحصول النعمة التي لأصحاب هذه الآية فإنهم و إن كانوا موحدين غير مؤمنين مع وجود الرسول إليهم لم تحسن مرافقتهم للمؤمنين فإنهم يشوشون على المؤمنين إيمانهم و هؤلاء الشهداء الذين تعمهم هذه الآية هم العلماء بالله المؤمنون بعد العلم بما قال سبحانه إذ ذلك قربة إليه من حيث قاله اللّٰه أو قاله الرسول الذي جاء من عند اللّٰه فقدم الصديق على الشهيد و جعله بإزاء النبي فإنه لا واسطة بينهما لاتصال نور الايمان بنور الرسالة و الشهداء لهم نور العلم مساوق لنور الرسول من حيث ما هو شاهد لله بتوحيده لا من حيث هو رسول فلا يصح أن يكون بعده مع المساوقة فكانت المساوقة تبطل و لا يصح أن يكون معه لكونه رسولا و الشاهد ليس برسول فلا بد أن يتأخر فلم يبق إلا أن يكون في الرتبة التي تلي الصديقية
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية