كان منهم شيخنا أبو مدين رحمه اللّٰه كان يقول لأصحابه أظهروا للناس ما عندكم من الموافقة كما يظهر الناس بالمخالفة و أظهروا بما أعطاكم اللّٰه من نعمه الظاهرة يعني خرق العوائد و الباطنة يعني المعارف فإن اللّٰه يقول ﴿وَ أَمّٰا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ [الضحى:11] و «قال عليه السلام التحدث بالنعم شكر» و كان يقول بلسان أهل هذا المقام ﴿أَ غَيْرَ اللّٰهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صٰادِقِينَ بَلْ إِيّٰاهُ تَدْعُونَ﴾ هم على مدارج الأنبياء و الرسل لا يعرفون إلا اللّٰه ظاهرا و باطنا و هذه الطبقة اختصت باسم الظهور لكونهم ظهروا في عالم الشهادة و من ظهر في عالم الشهادة فقد ظهر بجميع العالم فكانوا أولى بهذا اللقب من غيرهم كان سهل بن عبد اللّٰه يقول في رجال الغيب الأول الرجل من يكون في فلاة من الأرض فيصلي فينصرف من صلاته فينصرف معه أمثال الجبال من الملائكة على مشاهدة منه إياهم فقلت لحاكي هذه الحكاية عن سهل الرجل من يكون وحده في الفلاة فيصلي فينصرف من صلاته بالحال الذي هو في صلاته فلا ينصرف معه أحد من الملائكة فإنهم لا يعرفون أين يذهب فهؤلاء هم عندنا رجال الغيب على الحقيقة لأنهم غابوا عنده فإن رجال الغيب قسمان في الظهور منهم رجال غيب عن الأرواح العلى ظاهرون لله لا لمخلوق رأسا و رجال غيب عن عالم الشهادة ظاهرون في العالم الأعلى فرجال الغيب أيضا أهل ظهور و لكن لا في عالم الشهادة فاعلم إن الظاهرين بأمر اللّٰه لا يرون سوى اللّٰه في الأكوان و أن الأكوان عندهم مظاهر الحق فهم أهل علانية و جهر و كل طبقة فعاشقة بمقامها تذب عنه و لهذا لا تعرف منزلة مقامها من المقامات حتى تفارقه فإذا نظرت إليه نظر الأجنبي المفارق حينئذ تعرفه فقبل أن تحصل فيه يكون معلوما لها من حيث الجملة و ترى علو منصبه فإذا دخلت فيه كان ذوقا لها و شربا فيحجبها كونها فيه عن التمييز فإذا ارتقت عنه نظرت إليه بعد ذوق فكانت عارفة بقدره بين المقامات و مرتبته فيقبل كلام هذا الشخص فيه لأنه تكلم عن ذوق و كان شهوده إياه عن صحو فتقبل شهادته لذلك المقام و عليه كما قبلنا شهادة الشبلي و قوله في الحلاج و لم نقبل قول الحلاج في نفسه و لا في الشبلي لأن الحلاج سكران و الشبلي صاح
[رجال القوة الإلهية]
و منهم رضي اللّٰه عنهم ثمانية رجال يقال لهم رجال القوة الإلهية آيتهم من كتاب اللّٰه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية