و طلبنا من اللّٰه تعالى أن يعلمنا بهذا الاختصاص الإلهي الذي حصل لهذه الحروف هل هو اختصاص اعتنائي من غير شيء كاختصاص الأنبياء بالنبوة و الأشياء الأول كلها أو هو اختصاص نالته من طريق الاكتساب فكشف لنا عن ذلك كشف إلهام فرأيناه على الوجهين معا في حق قوم عناية و في حق قوم جزاء لما كان منهم في أول الوضع و الكل لنا و لهم و للعالم عناية من اللّٰه تعالى فلما وقفنا على ذلك جعلنا الحروف التي لم تثبت أولا و لا آخرا على مراتب الأولية كما نذكره عامة الحروف ليس لها من هذا الاختصاص القرآني حظ و هم الجيم و الضاد و الخاء و الذال و الغين و الشين و جعلنا الطبقة الأولى من الخواص حروف السور المجهولة و هم الألف و اللام و الميم و الصاد و الراء و الكاف و الهاء و الياء و العين و الطاء و السين و الحاء و القاف و النون و أعني بهذا صورة اشتراكهم في اللفظ و الرقم فاشتراكها في الرقم اشتراكها في الصورة و الاشتراك اللفظي إطلاق اسم واحد عليها مثل زيد و زيد آخر فقد اشتركا في الصورة و الاسم و أما المقرر عندنا و المعلوم إن الصاد من ﴿المص﴾ [البقرة:126] و من ﴿كهيعص﴾ [مريم:1]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية