﴿عَمَلاً صٰالِحاً وَ آخَرَ سَيِّئاً﴾ [التوبة:102] و في حال طاعته فليس بفاسق
[إنا مأمورون بحسن الظن بالناس]
و أعجب ما في هذه المسألة أنا مأمورون بحسن الظن بالناس منهيون عن سوء الظن بعبادي و قد رأينا من علمنا أنه فسق قد توضأ و صلى فلما ذا نطق عليه اسم الفسوق في حال عبادته و أين حسن الظن من سوء الظن به و المستقبل فلا علم لنا به فيه و الماضي لا ندري ما فعل اللّٰه فيه و الحكم لوقت الطاعة التي هو عليها متلبس بها فحسن الظن أولى بالعبد إذا كان و لا بد من الفضول و لقد أخبرني من أثق به في دينه عن رجل فقيه إمام متكلم مسرف على نفسه قال لي دخلت عليه في مجلس يدار فيه الخمر و هو يشرب مع الجماعة ففرغ النبيذ فقيل له نفذ إلى فلان يجيء إلينا بنبيذ فقال لا أفعل فإني ما أصررت على معصية قط و إن لي بين الكأسين توبة و لا أنتظره فإذا حصل في يدي أنظر هل يوفقني ربي فاتركه أو يخذلني فاشربه فهكذا هم العلماء رحمه اللّٰه مات هذا العالم و في قلبه حسرة من كونه لم يلقني و اجتمعت به و ما عرفني و سألني عني و كان بالأشواق إلى رحمه اللّٰه و ذلك بمرسية سنة خمس و تسعين و خمسمائة
[الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف و السيئة بمثلها]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية