الرمل إسراع في نفس الخير إلى الخير فهو خير في خير و ذلك لحكمة استعجال إدراك علم الأمر الإلهي فإن اللّٰه تعالى يقول ﴿وَ مٰا أَمْرُنٰا إِلاّٰ وٰاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ﴾ [القمر:50] فإن البصر لا شيء أسرع منه فإن زمان لمحته عين زمان تعلقه بالملموح و لو كان في البعد ما كان و أبعد الأشياء في الحس الكواكب الثابتة التي في فلك المنازل و عند ما تنظر إليها يتعلق اللمح بها فهذه سرعة الحس فما ظنك بالمعاني المجردة عن التقييد في سرعة نفوذها فإن للسرعة حكما في الأشياء لا يكون لغير السرعة و من هنا يعرف قول الحق للشيء كن فيكون فحال كن الإلهية حال المكون المخلوق و لهذا أسرع ما يكون من الحروف في ذلك فاء التعقيب فلهذا جاء بها في جواب الأمر
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية