«ذكر البخاري عن صفية زوج النبي صلى اللّٰه عليه و سلم أنها جاءت إلى رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم تزوره في معتكفه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان فتحدثت عنده ساعة ثم قامت تنقلب فقام النبي صلى اللّٰه عليه و سلم معها يقلبها حتى إذا بلغت باب أم سلمة» الحديث
[كل حركة للإنسان عن ورود اسم إلهى عليه]
فهذا اسم إلهي حرك صفية لتزوره حتى يأخذ بوساطتها النبي صلى اللّٰه عليه و سلم من الإقامة مع الاسم الإلهي الذي أجاءها فأقام رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم مع هذا الاسم زمان حديثه معها ثم أخرجه من موضع جلوسه حين شيعها و هو نوع سفر لا بل هو سفر بر الرجل بأمر أنه تعظيما لحرمتها و قصدها فإن السفر انتقال و لم ينتقل إلا بحكم ذلك الاسم عليه من مكانه فإن المعتكف إذا انتقل إلى حاجة الإنسان من وضوء و ما لا بد منه فإن ذلك كله من حكم الاسم الذي أقام معه في مدة اعتكافه و ما من حركة يتحركها الإنسان في اعتكافه و غير اعتكافه إلا عن ورود اسم إلهي عليه هذا مفروغ منه عندنا في الحقائق الإلهية و أسماء اللّٰه لا تحصى كثرة و ما من شأن المعتكف تشييع الزائر فما تحرك لذلك إلا لحكم الاسم الإلهي الذي حرك الزائر إليه فالعين لا تعرف إلا أنها زائرة لقضاء غرضها من نظر أو حديث و العارف يشهد الأسماء الإلهية ما رأيت شيئا إلا رأيت اللّٰه قبله فالاسم الإلهي الذي حرك صفية من وراء حجاب صفية و معه كان يتأدب رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و له قام و شيع و كان مطلب ذلك الاسم إظهار سلطانه فيه و قد ظهر و قد بينا ذلك في مجاراة الأسماء الإلهية في أول هذا الكتاب و في عنقاء مغرب
(وصل في فصل اعتكاف المستحاضة في المسجد)
[الحكمة تعطى وضع الشيء في موضعه]
كذب النفس لعلة مشروعة ليس بحيض و لذلك تصلي المستحاضة و لا تصلي الحائض «ورد عن عائشة على ما ذكره البخاري أنه اعتكف مع رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم امرأة مستحاضة من أزواجه» الحديث فمن وضع الأشياء في مواضعها فقد أعطاها ما تستحقه عليه و هو حكيم وقته فإن الحكمة تعطي وضع كل شيء في موضعه ﴿وَ اللّٰهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [النساء:26]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية