«معرفة لام ألف لا»
تعانق الألف العلام و اللام *** مثل الحبيبين فالأعوام أحلام
***
﴿وَ الْتَفَّتِ السّٰاقُ بِالسّٰاقِ﴾ [القيامة:29]
التي عظمت *** فجاءني منهما في اللف إعلام
إن الفؤاد إذا معناه عانقه *** بدا له فيه إيجاد و إعدام
اعلم أنه لما اصطحب الألف و اللام صحب كل واحد منهما ميل و هو الهوى و الغرض و الميل لا يكون إلا عن حركة عشقية فحركة اللام حركة ذاتية و حركة الألف حركة عرضية فظهر سلطان اللام على الألف لإحداث الحركة فيه فكانت اللام في هذا الباب أقوى من الألف لأنها أعشق فهمتها أكمل وجودا و أتم فعلا و الألف أقل عشقا فهمتها أقل تعلقا باللام فلم تستطع أن تقيم أودها فصاحب الهمة له الفعل بالضرورة عند المحققين هذا حظ الصوفي و مقامه و لا يقدر يجاوزه إلى غيره فإن انتقل إلى مقام المحققين فمعرفة المحقق فوق ذلك و ذلك أن الألف ليس ميلة من جهة فعل اللام فيه بهمته و إنما ميلة نزوله إلى اللام بالألطاف لتمكن عشق اللام فيه أ لا تراه قد لوى ساقه بقائمة الألف و انعطف عليه حذرا من الفوت فميل الألف إليه نزول كنزول الحق إلى السماء الدنيا و هم أهل الليل في الثلث الباقي و ميل اللام معلوم عندهما معلول مضطر لا اختلاف عندنا فيه إلا من جهة الباعث خاصة فالصوفي يجعل ميل اللام ميل الواجدين و المتواجدين لتحققه عندهم بمقام العشق و التعشق و حاله و ميل الألف ميل التواصل و الاتحاد و لهذا اشتبها في الشكل هكذا لآ فأيهما جعلت الألف أو اللام قبل ذلك الجعل و لذلك اختلف فيه أهل اللسان أين يجعلون حركة اللام أو الهمزة التي تكون على الألف فطائفة راعت اللفظ فقالت في الأسبق و الألف بعد و طائفة راعت الخط فبأي فخذ ابتدأ المخطط فهو اللام و الثاني هو الألف و هذا كله تعطيه حالة العشق و الصدق في العشق يورث التوجه في طلب المعشوق و صدق التوجه يورث الوصال من المعشوق إلى العاشق و المحقق يقول باعث الميل المعرفة عندهما و كل واحد على حسب حقيقته و أما نحن و من رقى معنا في معالي درج التحقيق الذي ما فوقه درج فلسنا نقول بقولهما و لكن لنا في المسألة تفصيل و ذلك أن تلحظ في أي حضرة اجتمعا فإن العشق حضرة جزئية من جملة الحضرات فقول الصوفي حق و المعرفة حضرة أيضا كذلك فقول المحقق حق و لكن كل واحد منهما قاصر عن التحقيق في هذه المسألة ناظر بعين واحدة و نحن نقول أول حضرة اجتمعا فيها حضرة الإيجاد و هي لا إلاه إل لا أل لاه فهذه حضرة الخلق و الخالق و ظهرت كلمة لا في النفي مرتين و في الإثبات مرتين فلا لا لا و إلاه للاه فميل الوجود المطلق الذي هو الألف في هذه الحضرة إلى الإيجاد و ميل الموجود المقيد الذي هو اللام إلى الإيجاد عند الإيجاد و لذلك خرج على الصورة فكل حقيقة منهما مطلقة في منزلتها فافهم إن كنت تفهم و إلا فالزم الخلوة و علق الهمة بالله الرحمن حتى تعلم فإذا تقيد بعد ما تعين وجوده و ظهر لعينه عينه فإنه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية