و رب الأرض هو الشارع و هو الحق سبحانه من كونه شارعا كما هو في الزرع من كونه موفقا قال تعالى مخبرا عن بعض أنبيائه ﴿وَ مٰا تَوْفِيقِي إِلاّٰ بِاللّٰهِ﴾ [هود:88]
[اللّٰه يبذر حب الهدى في أرض النفوس]
فهو سبحانه يبذر حب الهدى و التوفيق في أرض النفوس فتخرج أرض النفوس بحسب ما زرع فيها و فيما يظهر من هذه الأرض ما يكون حق لله فيه و منها ما يكون فيه حق للإنسان فما هو لله فهو المعبر عنه بالزكاة و ما بقي فهو للإنسان و الإجارة مشروعة فإن اللّٰه اشترى منا نفوسنا ثم أجرنا إياها بالعشر فقال ﴿مَنْ جٰاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثٰالِهٰا﴾ [الأنعام:160] فالحسنة منا هي العشر الذي نعطيه سبحانه مما زرعه في أراضي نفوسنا من الخير الذي أنبت هذا العمل الصالح
[اللّٰه هو رب الأرض و هو الزارع و المؤجر و المستأجر]
فهو سبحانه رب الأرض و هو الزارع و هو المؤجر و هو المستأجر و هو الذي يجب عليه الزكاة و هو الذي يأخذ الصدقات كما قال ﴿هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبٰادِهِ وَ يَأْخُذُ الصَّدَقٰاتِ﴾ [التوبة:104] و لكن بوجوه و نسب مختلفة فهو المعطي و الآخذ لا إله إلا هو و لا فاعل سواه فيوجب من كونه كذا و يجب عليه من كونه كذا قال تعالى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية