﴿وَ يُرْبِي الصَّدَقٰاتِ﴾ [البقرة:276] فتزكوا فاختصت بهذا الاسم لوجود معناه فيها ففي الزكاة البركة في المال و طهارة النفس و الصلابة في دين اللّٰه و من أوتي هذه الصفات ﴿فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً﴾ [البقرة:269]
[الزكاة هي القرض الحسن]
و أما قوله فيها إن تقرضه قرضا حسنا فالحسن في العمل أن تشهد اللّٰه فيه فإنه من الإحسان و بهذا فسر الإحسان رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم حين سأله عنه جبريل عليه السلام و ذلك إن تعلم أن المال مال اللّٰه و إن ملك إياه بتمليك اللّٰه و بعد التمليك نزل إليك في ألطافه إلى باب المقارضة يقول لك لا يغيب عنك طلبي منك القرض في هذا المال من أن تعرف أن هذا المال هو عين مالي ما هو لك فكما لا يعز عليك و لا يصعب إذا رأيت أحدا يتصرف في ماله كيف شاء كذلك لا يعز عليك و لا يصعب ما أطلبه منك مما جعلتك مستخلفا فيه لعلمك بأني ما طلبت منك إلا ما أمنتك عليه لأعطيه من أشاء من عبادي فإن هذا القدر من الزكاة ما أعطيته قط لك بل أمنتك عليه و الأمين لا يصعب عليه أداء الأمانة إلى أهلها فإذا جاءك المصدق الذي هو رسول رب الأمانة و وكيلها أد إليه أمانته عن طيب نفس فهذا هو القرض الحسن
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية