﴿حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ﴾ [الأنبياء:47] من إيمان فلم يبق إلا ما ذكرناه و لم يقل اللّٰه في هذا الخبر إلا أنه حرم عليه الجنة خاصة
[اللّٰه أكرم من أن ينسب إليه إنفاذ الوعيد]
فإن قلنا و لا بد بالعقوبة فتكون الجنة محرمة عليه أن يدخلها دون عقاب مثل أهل الكبائر فيكون نصا في القاتل نفسه و غيره من أهل الكبائر في حكم المشيئة فإن صاحب السجلات لا يدخل النار مع أنه من أهل الكبائر إذ ليس معه سوى قول لا إله إلا اللّٰه في طول إسلامه مدة حياته في الدنيا فغايته أن يتحقق إنفاذ الوعيد في القاتل نفسه قبل دخول الجنة و إنه لا يغفر له و اللّٰه أكرم أن ينسب إليه نفاذا لوعيد بل ينسب إليه المشيئة و ترجيح الكرم كما وصف بعض الأعراب مع كونه من أهل الأغراض نفسه
و إني إذا أوعدته أو وعدته *** لمخلف إيعادى و منجز موعدي
و لذا ما ورد في الشرع نص في الإيعاد و ورد في الوعد
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية