فيقع الامتياز بين المنكرين للاسم الرحمن و بين العارفين به يوم القيامة بالسجود الذي كان منهم عند التلاوة و زادهم هذا الاسم نفورا لجهلهم به و لهذا قالوا ﴿وَ مَا الرَّحْمٰنُ﴾ [الفرقان:60] على طريق الاستفهام فهذا سجود إنعام لا سجود قهر فإن الكفار أخطئوا حيث رأوا أن الرحمن يناقض التكليف و رأوا أن الأمر بالسجود تكليف فلا ينبغي أن يكون السجود لمن هو هذا الاسم الرحمن لما فيه من المبالغة في الرحمة فلو ذكره بالاسم الذي يقتضي القهر ربما سارع الكافر إلى السجود خوفا «كما صدر من الجبار عند رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم من رؤساء الجاهلية حيث قال له يا محمد اتل علي مما جئت به حتى أسمع فتلا عليه حم السجدة فلما وصل إلى قوله تعالى» ﴿فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صٰاعِقَةً مِثْلَ صٰاعِقَةِ عٰادٍ وَ ثَمُودَ﴾ [فصلت:13] و هما من العرب و حديثهما مشهور عندهم بالحجاز فلما سمع هذه الآية ارتعدت فرائصه و اصفر لونه و ضرط من شدة ما سمع و معرفته بذلك و قال هذا كلام جبار
[اقتران التكليف بالاسم الرحمن]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية