فإن قدم نظره لله على نظره لنفسه فيما سها فيه كان كمن سجد قبل السلام و هو مقام الصديق ما رأيت شيئا إلا رأيت اللّٰه قبله
[رؤية اللّٰه بعد كل شيء]
و إن قدم نظره في نفسه على نظره في ربه كما «قال صلى اللّٰه عليه و سلم من عرف نفسه عرف ربه» كان كمن سجد بعد السلام و هو مقام من قال ما رأيت شيئا إلا رأيت اللّٰه بعده و هو مقام أصحاب الأدلة العقلية على وجود الصانع أي ما رأيت شيئا إلا و كان لي دليلا على اللّٰه فهو يتقلب في الأدلة دائما
[العقل و الخيال و الشرع]
و أما الزيادة و النقصان فهو للعقل ما نقصه من حيث فكره من علمه بربه مما لا يستقل بدركه مما وصفه به الشارع بعد ذلك و لم يكن العقل يدل على إن ذلك الوصف يستحقه جلال اللّٰه بل كان يحيله عليه معنى و إطلاقا و أما الزيادة فما يحكم به الخيال على ربه من التقييد و التحديد من غير اعتقاد تنزيه فيما قيده به و حدده فهذا سهو الزيادة و ذاك سهو النقصان فإن اللّٰه يقول ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى:11]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية