﴿اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ﴾ [الفاتحة:2] فالله عند هذا القول من العبد سميع فينبغي للعبد إذا فرغ من الآية أن يلقي ﴿اَلسَّمْعَ وَ هُوَ شَهِيدٌ﴾ [ق:37] فيسكت حتى يرى ما يقول له الحق جل جلاله في ذلك أدبا مع الحق لا ينبغي له أن يداخله في الكلام فإن ذلك من الأدب في المحاورات و الحق أحق أن يتأدب معه فيقول اللّٰه حمدني عبدي فمن عبيد اللّٰه من يسمع ذلك القول بسمعه فإن لم تسمعه بسمعك فأسمعه إيمانا به فإنه أخبر بذلك و هكذا يقول لك في كل آية بحسب ما تقتضيه تلك الآية فمن الأدب الإصغاء لما يقوله القائل لك من ناجيته فإذا داخلته في كلامه أي في حال ما يكلمك فقد أسأت الأدب هذا عام في كل متكلم مع من يكلمه فالأمر بين سامع و متكلم لتحصيل الفائدة و اعلم أنه من لا أدب له لا تتخذه الملوك جليسا و لا سميرا و لا أنيسا
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية