ليعلمنا ما أراد بالنور هنا فأثر حكم التعليم و الإعلام في النور المطلق الإضافة فقيدته عن إطلاقه بالسموات و الأرض فلما أضافه نزل عن درجة النور المطلق في الصفة فقال ﴿مَثَلُ نُورِهِ﴾ [النور:35] أي صفة نوره يعني المضاف إلى السموات و الأرض ﴿كَمِشْكٰاةٍ﴾ [النور:35] إلى أن ذكر الصباح و مادته و أين صفة نور السراج و إن كان بهذه المثابة من صفة النور الذي أشرقت به السموات و الأرض فعلمنا سبحانه في هذه الآية الأدب في النظر في أسمائه إذا أطلقناها عليه بالإضافة كيف نفعل و إذا أطلقناها عليه بغير الإضافة كيف نفعل مثل قوله ﴿يَهْدِي اللّٰهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشٰاءُ﴾ [النور:35] فأضاف النور هنا إلى نفسه لا إلى غيره و جعل النور المضاف إلى السموات و الأرض هاديا إلى معرفة نوره المطلق كما جعل المصباح هاديا إلى نوره المقيد بالإضافة و تمم ذلك بقوله ﴿كَذٰلِكَ يَضْرِبُ اللّٰهُ الْأَمْثٰالَ﴾ [الرعد:17] ثم نهانا عن مثل هذا فقال ﴿فَلاٰ تَضْرِبُوا لِلّٰهِ الْأَمْثٰالَ إِنَّ اللّٰهَ يَعْلَمُ وَ أَنْتُمْ لاٰ تَعْلَمُونَ﴾ [النحل:74]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية