«قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم في الوضوء على الوضوء» ﴿نُورٌ عَلىٰ نُورٍ﴾ [النور:35] و لا فرق بين ورود الوضوء على الوضوء و بين ورود الغرفة الثانية الواردة على الأولى في الوضوء و تكرار العمل من العامل يوجب تكرار الثواب و التجلي فأما في الأعضاء كلها فالثابت التكرار و ما كان الخلاف إلا في الرأس و الأذنين و الرجلين و قد أومأنا إلى ما ينبغي في ذلك
(باب مسح الأذنين و تجديد الماء لهما)
[اختلاف الفقهاء في حكم مسح الأذنين]
اختلف الناس في مسح الأذنين و تجديد الماء لهما فمن قائل إنه سنة و من قائل إنه فرض و من قائل بتجديد الماء لهما و من قائل لا يجدد لهما الماء و هل تفرد بالمسح وحدها أو تمسح مع الرأس خاصة أو تمسح مع الوجه خاصة أو يمسح ما أقبل منهما مع الوجه و ما أدبر منهما مع الرأس و لكل حالة من هذه الأحوال قائل بها
(وصل في حكمهما في الباطن)
[استماع القول الأحسن:ذكر اللّٰه في القرآن]
فأما حكمهما في الباطن فإنه عضو مستقل يجب تجديد الماء له فيمسح باستماع القول الأحسن و لا بد و يقع التفاضل في الأحسن فثم حسن و أحسن و أعلاه حسنا ذكر اللّٰه بالقرآن فيجمع بين الحسنين فليس أعلى من سماع ذكر اللّٰه من القرآن مثل كل آية لا يكون مدلولها إلا اللّٰه هذا أعني بذكر اللّٰه من القرآن و ما كل آي القرآن يتضمن ذكر اللّٰه فإن فيه الأحكام المشروعة و فيه قصص الفراعنة و حكايات أقوالهم و كفرهم و إن كان فيه الأجر العظيم من حيث ما هو قرآن بالإصغاء إلى القارئ إذا قرأه أو بإصغاء الإنسان إلى نفسه إذا تلاه و لكن ذكر اللّٰه في القرآن أحسن و أتم من حكاية قول الكافر في اللّٰه ما لا ينبغي له في القرآن أيضا
[ظاهر الأذن و باطنه و محكم القرآن و متشابهه]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية