و أما اختلافهم في وجوب غسلها من النوم مطلقا و فيمن قيد ذلك بنوم الليل فاعلم أن الليل غيب لأنه محل الستر و لذلك جعل الليل لباسا و النهار شهادة لأنه محل الظهور و الحركة و لذلك جعله معاشا لابتغاء الفضل يعني طلب الرزق هنا من وجهه فالفضل المبتغي فيه من الزيادة و من الشرف و هو زيادة الفضائل فإنه يجمع ما ليس له برزق فهو فضول لأنه يجمعه لوارثه أو لغيره فإن رزق الإنسان ما هو ما يجمعه و إنما هو ما يتغذى به فاعلم أن النائم في عالم الغيب بلا شك و إذا كان النوم بالليل فهو غيب في غيب فيكون حكمه أقوى و النوم بالنهار غيب في شهادة فيكون حكمه أضعف أ لا تراه جعل ﴿اَلنَّوْمَ سُبٰاتاً﴾ [الفرقان:47] فهو راحة بلا شك و هو بالليل أقوى فإنه فيه أشد استغراقا من نوم النهار و الغيب أصل فالليل أصل و الشهادة فرع فالنهار فرع
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية