يعني النار المسلطة على أجسامهم ﴿زِدْنٰاهُمْ﴾ [النحل:88] يعني المعذبين ﴿سَعِيراً﴾ [النساء:10] فإنه لم يقل زدناها و معنى ذلك أن العذاب ينقلب إلى بواطنهم و هو أشد العذاب الحسي يشغلهم عن العذاب المعنوي فإذا خبت النار في ظواهرهم و وجدوا الراحة من حيث حسهم سلط اللّٰه عليهم في بواطنهم التفكر فيما كانوا فرطوا فيه من الأمور التي لو عملوا بها لنالوا السعادة و تسلط عليهم الوهم بسلطانه فيتوهمون عذابا أشد مما كانوا فيه فيكون عذابهم بذلك التوهم في نفوسهم أشد من حلول العذاب المقرون بتسلط النار المحسوسة على أجسامهم و تلك النار التي أعطاها الوهم هي النار ﴿اَلَّتِي تَطَّلِعُ﴾ [الهمزة:7] ﴿عَلَى الْأَفْئِدَةِ﴾ [الهمزة:7] و هي التي قلنا فيها
النار ناران نار كلها لهب *** و نار معنى على الأرواح تطلع
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية