﴿وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجٰاهِلِينَ﴾ [الأعراف:199] لأن مستولى عن ذكر اللّٰه معرض فأظهر له صفته في إعراضك عنه لعله يتنبه فإنه يأنف من إعراضك عنه لما هو عليه في نفسه من العزة فإن إعراضك عنه إذلال في حقه و عدم مبالاة به و ما خالفك إلا لتقاومه لا لتعرض عنه فإن المعرض بالتولي إذا تبعته زاده اتباعك نفور أو عدم التفات فإذا أعرضت عنه و وليته ظهرك كما ولاك ظهره لم يحس بأقدام خلفه تهدي في مشيته و أخذ نفسه و ارتأى مع نفسه فيما أعرض عنه و التفت و ما رآك خلفه فصار يحقق النظر فيك و أنت ذو نور فلا بد أن يلوح له من نورك ما يؤديه و يدعوه إلى التثبت في أمرك و فيما جئت به فلعله إن يكون من المهتدين فهذا الإعراض صنعة في الدعاء إلى اللّٰه
[ذكر الذكر أمن من المكر]
و من ذلك
ألا إن ذكر الذكر أمن من المكر *** إذا كان ذاك الذكر مني على ذكر
فقل للذي قال الدليل بفضله *** ألا إن ذكر الذكر أمن من المكر
ذكر الذكر أمن من المكر قال ذكر الذكر مثل حمد الحمد و حمد الحمد أصدق المحامد بلا شك و أوفاها كذلك ذكر الذكر أنفع الأذكار و أصدقه شهادة للذاكر فإن الذكر إذا ذكرك فإنه لا يذكرك إلا من مقامه و مقامه عزيز و أنت في تلك الحالة ذكره فيكون كما هو الحق إذا سميناه ملك الملك فهذا وراثتك من هذا الاسم الإلهي و قال إذا تجسدت الصفات و ظهرت لها أعيان في الصور كان الذكر أجملها صورة و أعلاها مرتبة فإنه لا شيء أعلى من الذكر و سبب ذلك أنه ما بأيدينا من الحق إلا الذكر و لذلك
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية