[التنفيس تقديس]
و من ذلك التنفيس تقديس من الباب 205 ﴿وَ اللَّيْلِ إِذٰا عَسْعَسَ وَ الصُّبْحِ إِذٰا تَنَفَّسَ﴾ إنه للرحمن الناصر الذي ليس في نصره بقاصر الناصر المؤتمن الآتي من قبل اليمن نصر بالصبا لما فيها من الميل و الحنان و هو النفس الذي في الإنسان لذلك ورد في الأخبار أنه كناية عن الأنصار في الهبوب إلى المحبوب تنفس المكروب ما ثم إلا تنفيس لذلك هو تقديس و إن كان يتضمن الكرب فإنه من جملة القرب و الحقيقة تعطي ذلك لاختلاف الأغراض و ما في القلوب من الأمراض مصائب قوم عند قوم فوائد فكل ما زاد عليه فهو من الزوائد لا يعرف الزائد إلا الواحد و أما واحد الكثرة فلا يعرف بالزائد لأن عين كثرته واحد
[الأسرار في الإصرار]
و من ذلك الأسرار في الإصرار من الباب 206 الإصرار الإقامة و الأسرار مكتمة إلى يوم القيامة لو لا حضور الأغيار ما كانت الأسرار السر ما بينك و بينه و ما هو أخفى ما يستر عنك عينه فلا يعلم الأخفى إلا اللّٰه الواحد و السر يعلمه الزائد و ما زاد فهو إعلان و زال عن درجة الكتمان لا تودع سرا إلا من كان مصرا فإنه يقيم على الود و يفي بالعهد و يصدق في الوعد و يستوي عنده القبل و البعد لأنه في الآن و هو حقيقة الزمان من أعجب ما يعتقده أهل التوحيد وصفه بالقريب البعيد قريب ممن هو بعيد عمن هو أقرب ﴿مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ [ق:16] إلى جميع العبيد و مع هذا يقال للإنسان
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية