الفتوحات المكية

في معرفة النفس بفتح الفاء

وهو الباب 198 من الفتوحات المكية

«الفصل الثالث والأربعون» في الإعادة

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[80] - «الفصل الثالث والأربعون» في الإعادة

الإعادة تكرار الأمثال أو العين في الوجود وذلك جائز وليس بواقع أعني تكرار العين للاتساع الإلهي ولكن الإنسان في لَبْسٍ من خَلْقٍ جَدِيدٍ فهي أمثال يعسر الفصل فيها لقوة الشبه فالإعادة إنما هي في الحكم مثل السلطان يولي واليا ثم يعزله ثم يوليه بعد عزله فالإعادة في الولاية والولاية نسبة لا عين وجودي أ لا ترى الإعادة يوم القيامة إنما هي في التدبير فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد ميز بين نشأة الدنيا ونشأة الآخرة والروح المدبر لنشأة الدنيا عاد إلى تدبير النشأة الآخرة فهي إعادة حكم ونسبة لا إعادة عين فقدت ثم وجدت وأين مزاج‏

من يبول ويغوط ويتمخط من مزاج لا يبول ولا يغوط ولا يتمخط والأعيان التي هي الجواهر ما فقدت من الوجود حتى تعاد إليه بل لم تزل موجودة العين ولا إعادة في الوجود لموجود فإنه موجود وإنما هي هيأت وامتزاجات نسبية وأما قولنا بالجواز في الإعادة في الهيئة والمزاج الذي ذهب فلقوله ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ وما شاء فإن المخبر عن الله فرق بين نشأة الدنيا ونشأة الأخرى وفرق بين نشأة أهل السعادة ونشأة أهل الشقاء فنشأة أهل السعادة لها اللطف والرقة ولا سيما للمتشرعين المنكسرة قلوبهم الناظرين إلى الرسول دائما بعين حق مع شهود بشريته وإنه من الجنس ومن عادة الجنس الحسد إذا ظهر التفوق وقد ارتفع عن هؤلاء ولهم فتح البركات من السماء والأرض كما لأهل الشقاء فتح العذاب والزيادة لما زادوا هنا من المرض في قلوبهم عند ورود الآيات الإلهية لإثبات الشرائع فكلاهما أهل فتح ولكن بما ذا فاعلم ذلك فإنه في علم الأنفاس دقيق والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!