الفتوحات المكية

في معرفة النفس بفتح الفاء

وهو الباب 198 من الفتوحات المكية

«الفصل الثاني والأربعون» في الاعتماد على الناقص والميل إليه‏

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[79] - «الفصل الثاني والأربعون» في الاعتماد على الناقص والميل إليه‏

هذا باب الاعتماد على الأسباب كلها إلا السبب الإنساني الكامل فإنه من اعتمد عليه فما اعتمد على ناقص لظهوره بالصورة وما عداه من الأسباب فهو ناقص عن هذه المرتبة نقص المرأة عن الرجل بالدرجة التي بينهما وإن كملت المرأة فما كمالها كمال الرجل لأجل تلك الدرجة فمن جعل الدرجة كون حواء وجدت من آدم فلم يكن لها ظهور إلا به فله عليها درجة السببية فلا تلحقه فيها أبدا وهذه قضية في عين ونقابلها بمريم في وجود عيسى فإذا الدرجة ما هي سبب ظهورها عنه وإنما المرأة محل الانفعال والرجل ليس كذلك ومحل الانفعال لا يكون له رتبة أن يفعل فلها النقص ومع النقص يعتمد عليها ويمال إليها لقبولها الانفعال فيها وعندها فما وضع الله الأسباب سدى إلا لنقول بها ونعتمد عليها اعتمادا إلهيا أعطت الحكمة الإلهية ذلك مع نظرنا إلى الوجه في كل منفعل بها سواء شعر السبب بذلك الوجه أو لم يشعر فالحكيم الإلهي الأديب من ينزل الأسباب حيث أنزلها الله فمن يشاهد الوجه الخاص في كل منفعل يقول إن الله يفعل عندها لا بها ومن لا يشاهد الوجه الخاص يقول إن الله يفعل الأشياء بها فيجعل الأسباب كالآلة يثبتها ولا يضيف إليها كالنجار الذي لا يصل إلى عمل صورة تابوت أو كرسي إلا بآلة القدوم والمنشار وغيرهما من الآلات مما لا يتم فعله إلا بها لا عندها فتثبتها ولا تضيف صنعة التابوت إليها وإنما يثبت ذلك للنجار صاحب التدبير والعلم بما ظهر عنه والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!