الفتوحات المكية

في معرفة النفس بفتح الفاء

وهو الباب 198 من الفتوحات المكية

[ما المراد بالرجس‏]

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[45] - [ما المراد بالرجس‏]

والرجس بالسين القذر عند القراء وهو هنا القذر المعنوي لأنه مضاف إلى الشيطان فلا يدل إلا على ما يلقيه من الشبه والجهالات والأمور التشكيكية ليقذر بها محل هذا القلب فيذهب الله ذلك بما في الماء المنزل من الحياة العلمية بالبراهين والكشف فإذا زال ذلك القذر الشبهي بهذا الماء المنزل من عند الله زال الوسخ الجهلي وارتفع الغطاء عن القلب فنظر بعينه في ملكوت السموات والأرض فربط ذاته بما أعطاه العلم فعلم ما أريد به في كل نفس ووقت فعامله بما أعطاه العلم المنزل الذي ظهره به في ذلك الماء الذي جعل نزوله في الظاهر علامة على فعله في الباطن فكان من مواطنه مقابلة الأعداء فأداه ما عاينه وربط قلبه به إن ثبتت قدمه يوم الزحف عند لقاء الأعداء فما ولوا مدبرين وأنزل الله نصره وهو تثبيت الاقدام فهذا ما أعطاه الله في الماء من القوة الإلهية حيث أنزله منزلة الملائكة بل أتم من الملائكة وإنما قلنا بل أتم فإن الله جعل الماء سبب تثبيت أقدام المجاهدين المؤمنين فقال ويُثَبِّتَ به الْأَقْدامَ فأنزله منزلة المعين على ما يريد وقال في الملائكة إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ لما علم من ضعفهم أعلمهم أن الله معهم من حيث أنيته ليتقوى جأشهم فيما يلقونه في قلوب المؤمنين المجاهدين أن يثبتوا ويصابروا العدو ولا ينهزموا وهذه من لمات الملائكة فقال لهم فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا أي اجعلوا في قلوبهم إن يثبتوا ثم أعانهم فقال سَأُلْقِي في قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ أخبرهم بذلك ليلقوا في نفوس المجاهدين هذا الكلام فإنه من الوحي فيجد المجاهد في نفسه ذلك الإلقاء وهو وحي الملك في لمته‏


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!