الفتوحات المكية

في معرفة النفس بفتح الفاء

وهو الباب 198 من الفتوحات المكية

[اقرأ وارق‏]

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[40] - [اقرأ وارق‏]

ولهذا

يقال يوم القيامة لقارئ القرآن اقرأ وارق فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ

ولهذا تمدح أبو يزيد بأنه ما مات حتى استظهر القرآن وينبغي لقارئ القرآن إذا لم يكن من أهل الكشف ولا من أهل التعليم الإلهي أن يبحث ويسأل علماء الرسوم أي شي‏ء يثبت عندهم أو رأوه أنه كان قرآنا ونسخ لفظه من هذا المصحف العثماني ولا يبالي إذا قالوا له كذا وكذا صحيحا كان الطريق إلى ذلك أو غير صحيح فينبغي إن يحفظه فإنه يزيد بذلك درجات وقد اختلفت المصاحف فهذا ينفعه ولا يضره فإن هذا الذي بأيدينا هو قرآن بلا شك ونعلم أنه قد سقط منه كثير فلو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي جمعه لوقفنا عنده وقلنا هذا وحده هو الذي نتلوه يوم القيامة إذا قيل لقارئ القرآن اقرأ وارق والاحتياط فيما قلناه ولكن لا أريد بذلك أنه يصلي به وإنما يحفظه خاصة فإنه ليس بمتواتر مثل هذا وما نازع أحد من الصحابة في مصحف عثمان إنه قرآن فإذا حصل الإنسان بما انفرد به في منزلة من هذه المنازل فإنها تعطيه حقيقة ما هي عليه مما وضعها الله له من الأمور الظاهرة في أفعال العباد في حركاتهم وسكونهم وتصرفاتهم وما منعني من تعيينها إلا ما يسبق إلى القلوب الضعيفة من ذلك ووضع الحكمة في غير موضعها فإن الحافظين أسرار الله قليلون وإذا وفى الإنسان المفرد علم هذه الأمور ودخل الجنات الثمانية ورأى الكثيب الأبيض وعاين درجات الناس في الرؤية وتميز مراتبهم ومنازلهم في ذلك ونظر إلى التكوينات الجنانية والرقائق الممتدة إليها من فلك البروج علم إن لله أسرارا في خلقه فأراد أن يعرفه آثار ذلك فارتقى بنفسه إلى هذا الفلك ودار معه دورة واحدة لكل برج حتى أكمل اثنتي عشرة دورة ونظر بحلوله في كل دورة ما يعطي من الأثر في جنات النعيم وفي جهنم وفي عالم الدنيا وفي البرزخ وفي يوم القيامة وفي أحوال الكائنات العرضيات في العالم والخاصة بجسد الإنسان وروحه‏

والمولدات وربما نشير إلى شي‏ء من هذه الأسرار متفرقا في هذا الكتاب في المنازل منه إن شاء الله تعالى‏


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!