في معرفة النفس بفتح الفاء
وهو الباب 198 من الفتوحات المكية
[إن الله مع كل شيء]
![]() |
![]() |
[27] - [إن الله مع كل شيء]
أما الله فهو مع كل شيء فلا يتقدمه شيء ولا يتأخر عنه شيء وليس هذا الحكم لغير الله ولهذا له إلى كل موجود وجه خاص لأنه سبب كل موجود وكل موجود واحد لا يصح أن يكون اثنين وهو واحد فما صدر عنه إلا واحد فإنه في أحدية كل واحد وإن وجدت الكثرة فبالنظر إلى أحدية الزمان الذي هو الظرف فإن وجود الحق في هذه الكثرة في أحدية كل واحد فما ظهر منه إلا واحد فهذا معنى لا يصدر عن الواحد إلا واحد ولو صدر عنه جميع العالم لم يصدر عنه إلا واحد فهو مع كل واحد من حيث أحديته وهذا لا يدركه إلا أهل الله وتقوله الحكماء على غير هذا الوجه وهو مما أخطأت فيه وجعل الله لكل وال ساكن في هذا البرج أحكاما معلومة عن
دورات محصورة ليس هذا الفصل موضع حصرها ولا تعيينها ثم فتح الله صورة الفلك المكوكب وبعده الأرض والماء والهواء والنار عن حركة فلك البروج وشعاعات كواكب الفلك المكوكب ثم علا الدخان من نار الأركان لما كانت نارا مركبة فأظهر في ذلك الدخان صور السموات أفلاكا مستدبرة وجعل في كل فلك كوكبا كما سيأتي ذكر ذلك كله إن شاء الله تعالى وعن هذا الاسم الإلهي أوجد في النفس الإنساني الغين المعجمة ومنزلة الهقعة
(الفصل السادس عشر) في الاسم الإلهي الحكيم
وتوجهه على إيجاد الشكل وحرف الخاء المعجمة ومنزله النحية من المنازل وتسمى الهنعة الشكل القيد وبه سمي ما تقيد به الدابة في رجلها شكالا والمتشكل هو المقيد بالشكل الذي ظهر به يقول الله كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ أي ما يعمل إلا ما يشاكله وإلى هذا يرجع معناه يقول ذلك الذي ظهر منه يدل على أنه في نفسه عليه والعالم كله عمل الله فعمله على شاكلته فما في العالم شيء لا يكون في الله والعالم محصور في عشر لكمال صورته إذ كان موجودا على صورة موجدة فجوهر العالم لذات الموجد وعرض العالم لصفاته وزمانه لأزله ومكانه لاستوائه وكمه لأسمائه وكيفه لرضاه وغضبه ووضعه لكلامه وإضافته لربوبيته وأن يفعل لإيجاده وأن ينفعل لإجابته من سأله فعمل العالم على شاكلته فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدى سَبِيلًا وإنه عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ فالعالم على صراط مستقيم اعوجاج القوس استقامته فلا تحجب أ لا ترى الخلأ حكم على الجسم بالاستدارة فأظهره فلكا مستديرا فتلك شاكلته فحكمت عليه شاكلة الموطن جبريل ظهر في صورة دحية فجهل فقيل فيه إنسان وهو ملك وعلم من علمه ملكا والصورة إنسان فلم يؤثر علم الملكية منه في صورة إنسانيته ولم يؤثر الجهل بها فيها فالأشكال مقيدة أبدا هذا ما أعطاه الاسم الحكيم مرتب الأمور مراتبها ومنزل الأشياء مقاديرها وظهر من النفس الإنساني في المخارج حرف الخاء المعجمة ومن المنازل النحية وما من شيء ظهر في تفاصيل العالم إلا وفي الحضرة الإلهية صورة تشاكل ما ظهر أي يتقيد بها ولو لا هي ما ظهر أ لا ترى الفلك الأطلس كيف ظهر من الحيرة في الحق لأن المقادير فيه لا تتعين للتماثل في الأجزاء كالاسماء والصفات للحق لا تتعدد فالحيرة ما ظهرت إلا في الفلك الأطلس حيث قيل إن فيه بروجا ولا تتعين فوضع على شكل الحيرة ووضع الفلك المكوكب بالمنازل على شكل الدلالات على ما وقعت فيه الحيرة فاستدل بالمنازل على ما في الأطلس من البروج فهو على شكل الدلالة وجعل تنوع الأحكام بنزول السيارة في المنازل والبروج بمنزلة الصور الإلهية التي يظهر فيها الحق فبما للاطلس فيها من الحكم تجهل ويقال ليس لله صورة بالدلالة العقلية وبما للمنازل فيها من الدلالات تعلم ويقال هذا هو الحق فانظر حكم الإشكال ما فعل ومنه الإشكال في المسائل فإنه يعطي الحيرة في المعلوم وشكل الشيء شبهه والشكل يألف شكله الشكل يألف شكله والضد يجهل ضده والدنيا للامتزاج والآخرة للتخليص فهي على شكل القبضتين
(الفصل السابع عشر) في الاسم المحيط
وتوجهه على إيجاد العرش والعرش الممجدة والمعظمة والمكرمة وحرف القاف ومن المنازل الذراع
![]() |
![]() |





