في معرفة النفس بفتح الفاء
وهو الباب 198 من الفتوحات المكية
[إن الطبيعة لا عين له في الوجود وإنما تظهره الصورة]
![]() |
![]() |
[24] - [إن الطبيعة لا عين له في الوجود وإنما تظهره الصورة]
اعلم أن هذا الجوهر مثل الطبيعة لا عين له في الوجود وإنما تظهره الصورة فهو معقول غير موجود الوجود العيني وهو في
المرتبة الرابعة من مراتب الوجود كما هو الحاء المهملة في المرتبة الرابعة من مخارج الحروف في النفس الإنساني غير أن الحرف له صورة لفظية في القول محسوسة للسمع وليس لهذا الجوهر الهبائي مثل هذا الوجود وهذا الاسم الذي اختص به منقول عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأما نحن فنسميه العنقاء فإنه يسمع بذكره ويعقل ولا وجود له في العين ولا يعرف على الحقيقة إلا بالأمثلة المضروبة كما أن كون الحق نُورُ السَّماواتِ والْأَرْضِ لم يعرف بحقيقته وإنما عرفنا الحق به بضرب المثل فقال مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ الآية فذكر الأمور التي تنبغي للمصباح المشبه به نور السموات والأرض وهو الذي أنارت به العقول العلوية وهو قوله السموات والصور الطبيعية وهو قوله والأرض كذلك هذا المعقول الهبائي لا يعرف إلا بالمثل المضروب وهو كل أمر يقبل بذاته الصور المختلفة التي تليق به وهو في كل صورة بحقيقته وتسميه الحكماء الهيولى وهي مسألة مختلف فيها عندهم ولسنا ممن يحكى أقوالهم في أمر ولا أقوال غيرهم وإنما نورد في كتابنا وجميع كتبنا ما يعطيه الكشف ويمليه الحق هذا طريقة القوم كما سئل الجنيد عن التوحيد فأجاب بكلام لم يفهم عنه فقيل له أعد الجواب فإنا ما فهمنا فقال جوابا آخر فقيل له وهذا أغمض علينا من الأول فأمله علينا حتى ننظر فيه ونعلمه فقال إن كنت أجريه فأنا أمليه أشار إلى أنه لا تعمل له فيه وإنما هو بحسب ما يلقى إليه مما يقتضيه وقته ويختلف الإلقاء باختلاف الأوقات
![]() |
![]() |





