الفتوحات المكية

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


حكم

من حفر لأخيه كان حتفه فيه. ومن حفر لأخيه بئرا أوقعه الله في بئره. ومن أساء عليه تدبيرا جعل هلاكه في تدبيره. ومن أبدى سرّ أخيه أبدى الله أسرار مساويه. ومن جار حكمه أهلكه ظلمه. ومن جارت قضيته ومن ساء اختياره قبحت آثاره. من قلّ اعتباره قلّ استظهاره. من بغى على أخيه قتله بغيه. ومن جرى في مساويه كبا جريه. من خادع الله خدع، ومن صارع الحق صرع. من ساء عقده سرّ فقده. من أمكن من مظلوم زال إمكانه، ومن أحسن إلى ظلوم بطل إحسانه. من جار في سلطانه صغّره، ومن منّ في إحسانه كدّره. من تعدّى على ذويه تناهى في ظلمه وتعدّيه. من بخل على أهله لم يتصل به تأميل.

ومن أساء إلى نفسه لم يتوقع منه جميل. من أحسن الملكة آمن الهلكة. من أشفق على سلطانه أقصر عن عدوانه. من ظلم يتيما ظلم أولاده. ومن أفسد امرأة أفسد معاده. من أحب نفسه اجتنب الآثام، ومن رحم ولده رحم الأيتام. أفضل الملوك من أحسن في فعله و نيته وعدل في جنده ورعيته. أعظم الملوك من ملك نفسه وبسط عدله. من سلّ سيف البغي أغمده في رأسه. ومن استنّ أساس الشر أسسه على نفسه. أقبح الأشياء سخف الولاة، وظلم القضاة، وغفلة الساسة، وحسد السادة. ومن جانب الأخيار أساء الاختيار.

ومن ركب البغي لم يأمن مغبّته. ومن نكب عن الحق لم تحمد عاقبته. النميمة دناءة والسعاية رداءة، وهما أسّ الغدر وأساس الشر، فجنّب سبلها وتجنّب أهلها. من لم يرحم العيرة منع الرحمة. ومن لم يقل العترة سلب القدرة.

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!