227. الموقف السابع والعشرون بعد المائتين

قال تعالى: ﴿ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ﴾[القصص: 28/ 68].

اعلم أنَّ الحق تعالى له الفعل والاختيار المطلق، مالم يتقيد بمظهر، ويتعيّن بتعيّن، فإنه حينئذٍ، لا يكون فاعلاً مختاراً في المظاهر إلاَّ بحسب استعداداتها وطبائعها. فإن التقيد بالأعيان يحكم على الوجود الحقّ، فلا يظهر فيها إلاَّ بحسبها. فله تعالى في كل عين فعل واختيار، هو مقتضى تلك العين، فإن الاستعدادات الكلّية غير مجعولة، فعمله تابع لعلمه، وعلمه تابع لمعلومه رتبة فهو تعالى قادر أن يخرج من الحجر ثمراً، ولكن بعد أن يجعل الحجر شجراً، هكذا فلتعرف الحقائق وتفهم الدقائق.