عرض الصفحة - من السفر وفق مخطوطة قونية (المقابل في الطبعة الميمنية)
![]() |
![]() |
![]() |
|
"أن قم-يا محمد-عليه، فاثن على من أرسلنى و على. فان فيك شعرة منى، لا صبر لها عنى. هي السلطانة في ذاتيتك، فلا ترجع إلى إلا بكليتك. و لا بد لها من الرجوع إلى اللقاء، فإنها ليست من عالم الشقاء. فما كان منى، بعد بعثى، شيء في شيء إلا سعد، و كان ممن شكر في الملا الأعلى و حمد". فنصب الختم المنبر، في ذلك المشهد الأخطر. و على جبهة المنبر مكتوب بالنور الأزهر: "هذا هو المقام المحمدي الأطهر، من رقى فيه فقد ورثه، و أرسله الحق حافظا لحرمة الشريعة و بعثه". -و وهبت، في ذلك الوقت، مواهب الحكم، حتى كأني"أوتيت جوامع الكلم". فشكرت اللّٰه-عز و جل- و صعدت أعلاه. و حصلت في موضع وقوفه-ص-و مستواه. و بسط لي على الدرجة التي أنا فيها كم قميص أبيض، فوقفت عليه، حتى لا أباشر الموضع الذي باشره-ص-بقدميه، تنزيها له و تشريفا، و تنبيها لنا و تعرفا: أن المقام الذي شاهده من ربه، لا يشاهده الورثة إلا من وراء ثوبه، و لو لا ذلك لكشفنا ما كشف، و عرفنا ما عرف. أ لا ترى من تقفو أثره لتعلم خبره؟ (فأنت) لا تشاهد من طريق سلوكه ما شهد منه، و لا تعرف كيف تخبر بسلب الأوصاف عنه. فإنه شاهد، مثلا، ترابا مستويا، لا صفة له، فمشى عليه، و أنت، على أثره، لا تشاهد إلا أثر قدسيه. و هنا سر خفى، إن بحثت عليه وصلت إليه: و هو من أجل أنه إمام-و قد حصل له الإمام-لا يشاهد أثرا و لا يعرفه: فقد كشفت ما لا يكشفه. و هذا المقام قد ظهر في إنكار موسى-صلى اللّٰه على سيدنا و عليه- على الخضر. قال العبد: فلما وقفت ذلك الموقف الأسنى، بين يدي من كان من ربه في ليلة إسرائه"قاب قوسين أو أدنى"-قمت مقنعا خجلا، ثم أيدت بروح القدس فافتتحت مرتجلا يا منزل الآيات و الأنباء أنزل على معالم الأسماء حتى أكون لحمد (ذاتك) جامعا بمحامد السراء و الضراء ثم أشرت إليه-ص- و يكون هذا السيد العلم الذي |
![]() |
![]() |
![]() |
الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
ترقيم الصفحات موافق لمخطوطة قونية (من 37 سفر) بخط الشيخ محي الدين ابن العربي - العمل جار على إكمال هذه النسخة.