اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الأرواح: ظهورها، محالها صحتها مرضها]
فما ظهرت الأرواح إلا من الأنفاس غير أن للمحل الذي تمر به أثرا فيها بلا شك أ لا ترى الريح إذا مرت على شيء نتن جاءت ريح منتنة إلى مشمك وإذا مرت بشيء عطر جاءت بريح طيبة لذلك اختلفت أرواح الناس فروح طيبة لجسد طيب ما أشركت قط ولا كانت محلا لسفساف الأخلاق كأرواح الأنبياء والأولياء والملائكة وروح خبيث لجسد خبيث لم تزل مشركة محلا لسفساف الأخلاق وذلك إنما كان لغلبة بعض الطبائع أعني الأخلاط على بعض في أصل نشأة الجسد التي هي سبب طيب الروح ووجود مكارم الأخلاق وسفسافها وخبث الروح فصحة الأرواح وعافيتها مكارم أخلاقها التي اكتسبتها من نشأة بدنها العنصري فجاءت بكل طيب ومليح ومرض الأرواح سفساف الأخلاق ومذمومها التي اكتسبتها أيضا من نشأة بدنها العنصري فجاءت بكل خبيث وقبيح ألا ترى الشمس إذا أفاضت نورها على جسم الزجاج الأخضر ظهر النور في الحائط أو في الجسم الذي تطرح الشعاع عليه أخضر وإن كان الزجاج أحمر طرح الشعاع أحمر في رأى العين فانصبغ في الناظر بلون المحل وذلك للطافته يقبل الأشياء بسرعة ولما كان الهواء من أقوى الأشياء وكان الروح نفسا وهو شبيه بالهواء كانت القوة له فكان أصل نشأة الأرواح من هذه القو