اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[أن لله على عباده حق]
واعلم أن الله ما صرف أحدا عن الآيات إلا وقد صرفه عن العلم بالأمر على ما هو عليه الأمر والشأن والآيات التي صرف هذا العبد عنها هي عين الآيات التي أراها لمن أراها في الْآفاقِ وفي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ الذي يتكبر به من تكبر فمن تكبر في الأرض دون السماء بغير الحق فهو أجهل الجاهلين لأنه وضع الكبرياء في غير موضعه إذ من شرطه أمران الواحد الحق الذي يقبله المخلوق والثاني العلو فمن تكبر في الأرض بالحق فالحق له العلو بالذات والسمو لم يصرف الله عنه الآيات فيريه إياها تشريفا لهذا المحل فإذا رآها تبين له عين الحق فإنه ما رآها إلا بالحق وبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وبِالْحَقِّ نَزَلَ وما خَلَقْناهُما إِلَّا بِالْحَقِّ وأمرنا أن نعطي كل ذي حق حقه وما ثم إلا ذو حق وحقه إنما هو الحافظ له وهنا نكتة خفية فإن الله له على عباده حق يطلبه منهم وقد ورد في الصحيح أن حق الله أحق بالقضاء من حق المخلوق
لأن نسبة الحق إلى الله أتم وأصح من نسبة الحق إلى المخلوق لأن نسبة الحق بالحق ذاتية ما هي بالجعل ونسبة الحق إلى المخلوق بالجعل ولكنه جعل لا يصح انفكاكه عنه فالسعيد من عرف الحقو