اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[أن الله تعالى في نفسه وجل أن يعرفه عبده]
اعلم أيدنا الله وإياك بروح القدس أن الله تعالى في نفسه وجل أن يعرفه عبده واستحال ذلك فلم يبقى لنا معلوم نطلبه إلا النسب خاصة أو أعيان الممكنات وما ينسب إليها فالمعرفة تتعلق بأعيان الذوات من الممكنات والعلوم تتعلق بما ينسب إليها فتعلم الذوات والأعيان بالضرورة من غير فكر ولا نظر بل النفس تدركها بما ركز الله فيها وتعلم النسب إليها وهو علم الإخبار عنها مما توصف به أو يحكم به عليها بالدليل النظري أو بالأخبار الاعتصامي بغير هذا لا يوصل إلى العلم بذلك والأحكام والأخبار غير متناهية الكثرة فتفرق الناظر فيها ولا يجمعها وأراد الحق من عباده أن يجمعهم عليه لا على تتبع هذه الكثرة حتى تعلم بل أباح لبعض عباده منها ما يتعلق العلم بها الذي يجمعه عليه وهو قوله في النظر في ذلك حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ فمن افترق في نفسه في جمع علوم لا ينظر فيها من حيث دلالتها على الحق حجبته عن موضع الدلالة التي فيها على الحق كعلوم الحساب والهندسة وعلوم الرياضات والمنطق والعلم الطبيعي فما منها علم إلا وفيه دلالة وطريق إلى العلم بالله ولكن أكثر الناس لا ينظر فيه من حيث طلبه ذلك الوجه الدال على الله فوقع