اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
«وصل وتنبيه»
وأما التحدث بالأمور الذوقية فيصح لكن لا على جهة الأفهام ولكن كل مذوق له مثال مضروب فتفهم منه ما يناسب ذلك المثال خاصة فاذن ما ينبئ عن حقيقة إلا في الذوق المشترك الذي يمكن الاصطلاح عليه كالتحدث بالأمور المحسوسة مع كل ذي حس أدرك ذلك المخبر عنه بحسه وعرف اللفظ الذي يدل عليه بالتواطؤ بين المخاطبين فنحن لا نشك إذا تلي علينا القرآن إنا قد سمعنا كلام الله وموسى عليه السلام لما كلمه الله قد سمع كلام الله وأين موسى منا في هذا السماع فعلى مثل هذا تقع الأخبار الذوقية فإن الذي يدركه من يسمع كلام الله في نفسه من الله برفع الوسائط ما يمكن أن يساوي في الإدراك من يسمعه بالترجمة عنه فإن الواحد صاحب الواسطة هو مخير في الإخبار بذلك عن الواسطة إن شاء وعن صاحب الكلام إن شاء وهكذا جاء في القرآن قال تعالى في إضافة الكلام إليه فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ الله فأضاف الكلام إلى الله وقال في إضافة ذلك الكلام إلى الواسطة والمترجم فقال مقسما إِنَّهُ يعني القرآن لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ وقال إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ فإن فهمت عن الإل