اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[أن العلماء بالله على مراتب في أخذهم العلم الإلهي]
واعلم أن العلماء بالله على مراتب في أخذهم العلم الإلهي فمنهم من أخذ العلم بالله من الله وهم الذين قيل لهم فاعلموا أنه إله واحد ومنهم من أخذ العلم بالله عن نظر واستدلال وهم الذين نصب الله لهم الأدلة والآيات في الْآفاقِ وفي أَنْفُسِهِمْ وأمرهم بالنظر في ذلك حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ مثل قوله أَ ولَمْ يَنْظُرُوا في مَلَكُوتِ السَّماواتِ والْأَرْضِ وما خَلَقَ الله من شَيْءٍ وقوله لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا الله لَفَسَدَتا وقوله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم من عرف نفسه عرف ربه
ومنهم من أخذ العلم بالله من تقوى الله مثل قوله تعالى إِنْ تَتَّقُوا الله يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً تفرقون به بين الله وبين الآلهة التي عبدها المشركون وتعرفون ما عبدوا من ذلك مع علمهم إذا سموهم أنهم أحجار وأشجار وكواكب وملائكة وناس وجان ويعلمون حقيقة كل مسمى ولما ذا اختصوا بالعبادة ما اختصوا منها وهي ومن لم يتخذوه معبودا من أمثالها في الحد والحقيقة على السواء وما في هذه الطوائف أعلى ممن حصل العلم بالله عن التقوى فهذا المأخذ أعلى المراتب في الأخذ فإن له الحكم الأعم يحكم على كل حكم وعلى