اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[أن الإنسان كان على الصورة الإلهية]
واعلم أن الإنسان لما كان مثال الصورة الإلهية كالظل للشخص الذي لا يفارقه على كل حال غير أنه يظهر للحس تارة ويخفى تارة فإذا خفي فهو معقول فيه وإذا ظهر فهو مشهود بالبصر لمن يراه فالإنسان الكامل في الحق معقول فيه كالظل إذا خفي في الشمس فلا يظهر فلم يزل الإنسان أزلا وأبدا ولهذا كان مشهودا للحق من كونه موصوفا بأن له بصرا فلما مد الظل منه ظهر بصورته أَ لَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ ولَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً أي ثابتا فيمن هو ظله فلا يمده فلا يظهر له عين في الوجود الحسي إلا لله وحده فلم يزل مع الله ولا يزال مع الله فهو باق ببقاء الله وما عدا الإنسان الكامل فهو باق بإبقاء الله ولما سوى الله جسم العالم وهو الجسم الكل الصوري في جوهر الهباء المعقول قبل فيض الروح الإلهي الذي لم يزل منتشرا غير معين إذ لم يكن ثم من يعينه فحيي جسم العالم به فكما تضمن جسم العالم أجسام شخصياته كذلك تضمن روحه أرواح شخصياته هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ من نَفْسٍ واحِدَةٍ ومن هنا قال من قال إن الروح واحد العين في أشخاص نوع الإنسان وإن روح زيد هو روح عمرو وسائر أشخاص هذا النوع ولكن ما حقق صاحب هذا الأمر صو