اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[ليس من شرط الرسالة ظهور العلامات على صدقه]
ثم لتعلم أيها الولي أنه من رحمته صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم التي بعثه الله تعالى بها ما أبان الله على لسانه لنا وأمره بتبليغ ذلك فبلغ أنه ليس من شرط الرسالة ظهور العلامات على صدقه إنما هو شخص منذر مأمور بتبليغ ما أمر بتبليغه هذا حظه لا يجب عليه غير ذلك فإن أتى بعلامة على صدقه فتلك فضل الله ليس ذلك بيده فأقام عذر الأنبياء كلهم في ذلك فكان رحمة للرسل في هذا فجاء في القرآن قوله وقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ من رَبِّهِ وهذا قول غير العرب ما هو قول العرب لأنه جاء بالقرآن آية على صدقه للعرب إذ لا يعرف إعجازه وكونه آية غير العرب فلم يرد عنه إنه أظهر آية لكل من دعاه من غير العرب كاليهود والنصارى والمجوس ولكن أي شيء جاء من الآيات فذلك من الله لا بحكم الوجوب عليه ولا على غيره من الرسل فقيل له قُلْ لهم إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ الله وإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ ثم قال له أَ ولَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ إِنَّ في ذلِكَ لَرَحْمَةً بهم فإنا أرسلناك رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ فضمنا القرآن جميع ما تعرف الأمم أنه آية على صدق من جاء به إذ لم يعلموا