اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[إن من أعلمه الله مراده فيما يكون عناية منه فإنه مطلوب بالتأهب]
فاعلم أنه من أعلمه الله مراده فيما يكون عناية منه فإنه مطلوب بالتأهب لذلك ولا سيما فيما يقع به لا بغيره فيتلقاه بالصفة التي يطلبها ذلك الواقع شرعا من رضي أو صبر أو شكر فإن كان مع هذا الإعلام يكون مريدا لذلك فتلك إرادة موافقة ويكون مريدا لقيام الإرادة به لا لنفوذ إرادته فإنه لا ينبغي في الطريق أن يسمى مريدا إلا من تنفذ إرادته وهو الله أو من أعطاه الله ذلك من خلقه وما سمعنا إنه نال هذا المقام أحد من خلق الله فإنه قد صح عندنا كشفا ونقلا إنه لا مقام أعلى من مقام محمد صلى الله عليه وسلم ومع هذا قد سأل الله في أشياء منها أن لا يجعل الله بأس أمته بينها فلم يقبل سؤاله في ذلك قال صلى الله عليه وسلم فمنعنيها فإذا لم يكمل مقام نفوذ الإرادة له صلى الله عليه وسلم فكيف يناله غيره فإنه ممن انفرد الله به فمن أطلعه الله على مراداته فما أراد إلا ما يقع فيظهر نفوذ إرادته وما يعلم الناس ما هو مشهوده الذي أشهده الحق فهم يتخيلون أن ذلك المراد الواقع من أثر همته وليس