اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
(التوحيد الثالث عشر)
من نفس الرحمن هو قوله فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ الله وأَنْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ هذا توحيد الاستجابة وهو توحيد الهو وهو توحيد غريب فإن قوله فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا يعني المدعين لَكُمْ يعني الداعين فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ الله فالضمير في فاعلموا يعود على الداعين وهم عالمون بأنه إنما أنزل بعلم الله ولو أراد المدعين لقال فيعلموا بالياء كما قال يستجيبوا بياء الغيبة ثم قال وأَنْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ أي واعلموا أنه لا إله إلا هو كما علمتم أنه إنما أنزل بعلم الله ثم قال فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ وقد كانوا مسلمين وهذا كله خطاب الداعين إن كانت هل على بابها وإن كانت هنا مثل ما هي في قوله هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ اعتمادا على قرينة الحال فأخرجت عن الاستفهام وإلا فما هذا خطاب الداعين إلا أن يكون مثل قولهم
إياك أعني فاسمعي يا جارة
فالخطاب لزيد والمراد به عمرو ولَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وفَإِنْ كُنْتَ في شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْ