الفتوحات المكية

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


313. - الرّحمة الخاصّة

ان للحق رحمة عامة 1 يرحم بها الخلق جميعهم دون ان تتقيد بصفة أو نعت في شخص المرحوم، وهذه الرحمة العامة الشاملة لجميع الخلق يقابلها رحمة خاصة 2 بكل فرد من الموجودات لا يشاركه فيها أحد، تقتضيها طبيعته نفسها المكونة لمناسبة خاصة مع الحق - وهي واجبة.

يقول الشيخ ابن العربي:

“ ( 1 ) قال بعض الأعراب: يا رب ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا 3 والنبي صلّى اللّه عليه وسلم يسمعه فقال النبي صلّى اللّه عليه وسلم: يا هذا لقد حجرت واسعا، يعني حجرته قولا وطلبة. فإذا كان عند العارف مثل هذا الكلام. .. اللّه يأخذه في الرحمة الخاصة التي يناسب اللّه بها بين هذا القائل وبين محمد صلّى اللّه عليه وسلم، فشرك الرسول هذا الاعرابي في الرحمة التي يرحمه اللّه بها التي لا يرحم بها غيره فان الغير ما له تلك المناسبة الخاصة. فان الرسول له مناسبة بكل واحد واحد من الأمة التي بعث إليها فآمنت به، فهو مع كل مؤمن من أمته بمناسبة خاصة يعينها ذلك المؤمن. .. “ ( ف 4 / 161 ).

“ ( 2 )فيرحم اللّه. .. العبد اما بالرحمة الخاصة وهي الواجبة، أو بالرحمة العامة وهي رحمة الامتنان “ ( ف 3 / 147 ).

..........................................................................................

( 1 ) انظر “ الرحمة الامتنانية “. المترادف: رحمة العموم.

( 2 ) ويرى الكوراني الشهرزوري في شرحه للتحفة المرسلة ان رحمة اللّه العامة هي الايجاد، ورحمته الخاصة هي التوفيق ،

يقول:

“ وهو اللّه المنعوت بالرحمة العامة التي هي الايجاد والامداد، والخاصة التي هي التوفيق لما فيه السعادة الأبدية. “ ( شرح التحفة المرسلة ق 1 ).

( 3 ) راجع فهرس الأحاديث حديث رقم ( 24 ).


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!