الفتوحات المكية

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


314. - الرّحمة السّابقة

ان الرحمة السابقة نمت جذورها اللغوية من الحديث الشريف: رحمتي سبقت غضبي 1. .. ويحصرها الشيخ ابن العربي بالانسان من المخلوقات، وذلك يفرق بينها وبين الرحمة الواسعة الشاملة الامتنانية 2 التي تسع كل شيء.

يقول الشيخ ابن العربي:

“ فان رحمته [ تعالى ] ما سبقت غضبه الا في هذه النشأة الانسانية، وام ما عداها فمن كون رحمته وسعت كل شيء لا من السبق، فللانسان دون غيره: الرحمة الواسعة والرحمة السابقة، فتطلبه الرحمة من وجهين، وليس لغير الانسان هذا الحكم من الرحمة. .. “ ( ف 2 / 565 ).

..........................................................................................

( 1 ) انظر فهرس الأحاديث حديث رقم ( 25 ).

( 2 ) انظر “ الرحمة الامتنانية “ .295 - الرّحمة الطبيعيّة - الرّحمة الموضوعة

هاتان الرحمتان تتعلقان بالراحمين من المخلوقات، ونكتفي بنص للشيخ ابن العربي يشرحهما دون ان نعلق عليه لجلوّ مراميه.

يقول:

“. .. الراحم منا [ المخلوقات ] من له رحمتان: رحمة طبيعية، وهي ذاتية له اقتضاها مزاجه. ورحمة موضوعة فيه من اللّه بخلقه على الصورة. ..

وبالرحمة الطبيعية تقع الشفاعة من الشافعين لا بالرحمة الموضوعة، فان الرحمة الإلهية الموضوعة يصحبها في العبد العزة والسلطان فهي لا عن شفقة، والرحمة الطبيعية عنها تكون الشفقة. ..

فان الرحمة الموضوعة لا تقوم الا بالخلفاء، الا ترى الانسان إذا رأى الخليفة يعاقب ويظلم ويجور على الناس كيف يجد الشفقة على المظلومين المعاقبين ويقول: ما عنده رحمة ولو قمت انا مقامه لرحمتهم. ..

فإذا ولى هذا القائل ذلك المنصب حجبه اللّه عن الرحمة الطبيعية التي تورث الشفقة، وجعل فيه الرحمة التي تصحبها العزة والسلطان فيرحم بالمشيئة [ انظر “ مشيئة “ ] لا بالشفقة. .. “ ( ف 4 / 48 ).


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!