الفتوحات المكية

الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر

وهو منتخب من كتاب لواقح الأنوار القدسية المختصر من الفتوحات المكية

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[الباب الثالث ومائتان في حال الرياضة]

و قال في الباب الثالث ومائتين: من راض نفسه ترقى لمقام رضا اللّه تعالى عنه، وذلك لأن الرياضة تذليل للنفس شيئا بعد شيء حتى يلتحق بدرجة العبيد الخلص للّه تعالى ولذلك سميت الأرض ذلولا يطؤها البر والفاجر، ولا تمييز عندها في ذلك بل تحمل البار حبا لما هو عليه من مراضي سيده وتحمل الفاجر حمل اللّه تعالى إياه بكونه يرزقه على كفره به وجحده إياها ونسيان شكر رب النعمة ونحو ذلك.

(قلت) : فعلم أنه كلما اتسعت دائرة العبد في المعارف كلما طولب بتحمل الأذى من جميع العالم على اختلاف طبقاتهم وأنه كلما علت درجة العبد كلما كثر عصيان أتباعه له لكثرة تخلقه بالحلم والرحمة، وكانوا قبل ذلك سامعين مطيعين له لضيقه ولو أنهم عصوه أيام ضيق حاله لنفر ولم يصبر وتفسخ عزمه عن تربيتهم هذا مع أن أسباب المخالفات في زيادات لا تنفك حتى تقوم الساعة وكلما كثرت اتسعت دائرة الحلم، والعارف متخلق بأخلاق الحق في ذلك، ويؤيد هذا الذي قررناه أن الحق تعالى حبس تسعة وتسعين جزءا من الرحمة عن أهل الدنيا ثم ينشر جميع أجزاء الرحمة في الآخرة فنحن كل قليل نقرب من نشر هذه الأجزاء علينا وما قارب الشيء أعطي حكمه فافهم واللّه أعلم.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!