الفتوحات المكية

الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر

وهو منتخب من كتاب لواقح الأنوار القدسية المختصر من الفتوحات المكية

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[الباب الأحد والسبعون وأربعمائة في معرفة حال قطب كان منزله قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اَللّٰهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اَللّٰهُ ويَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ واَللّٰهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ]

و قال في الباب الحادي والسبعين وأربعمائة في قوله صلى اللّه عليه وسلم عن اللّه عز وجل: «ما تقرب المتقربون إلى بمثل أداء ما افترضت عليهم ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه» الحديث: اعلم أن عبادة الفرض عبادة اضطرار وعبادة النفل عبادة اختيار فيها رائحة دعوى لأنها كالتواضع ومعلوم أن التواضع تعمل لا يقوم إلا ممن له سهم في الرفعة، والعبد ليس له سهم في السيادة. ولهذا قالوا: العبد من لا عبد له فنقص النفل عن درجة الفرض وإيضاح ذلك أن علم العبد بربه ينقص بقدر ما اعتقده من النفل بل من أول قدم يضعه في النفل يتصف بالنقص في العلم بما هو الأمر عليه، وأطال في ذلك ثم قال: فعلم أن حب اللّه لصاحب الفرائض أكمل من حبه لصاحب النوافل كما أشار إليه حديث: «إذا قال العبد لأخيه أنا أحبك فأحبه الآخر فإنه لا يلحقه في درجته في الحب أبدا لأن حب الأول ابتداء وحب الثاني جزاء فلم يكافئه أبدا كما أن حب العناية من اللّه للأنبياء أعلى من حب الكرامة للأولياء» . (قلت) : ومن هنا كان الملامتية الذين هم أكابر القوم لا يصلون من الفرائض إلا ما لا بد منه من مؤكدات النوافل خوفا أن يقوم بهم دعوى أنهم أتوا الفرائض على وجه الكمال الممكن وزادوا على ذلك، فإنه لا نفل إلا عن كمال فرض ونعم ما فهموا ولكن ثم ما هو أعلى وهو أن يكثر من النوافل توطئة لمحبة اللّه لهم ثم يرون ذلك جبرا لبعض ما في فرائضهم من النقص واللّه أعلم.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!