الفتوحات المكية

الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر

وهو منتخب من كتاب لواقح الأنوار القدسية المختصر من الفتوحات المكية

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[الباب السابع والستون وأربعمائة في حال قطب كان منزله الحمد لله]

و قال في الباب السابع والستين وأربعمائة: أعلى المحامد عندنا بلا خلاف عقلا وشرعا قولنا ليس كمثله شيء لأنه لا يصح أن يثني على اللّه تعالى مما لا يعقله العبد فما بقي إلا أن يثني عليه بما يتعقله والحق تعالى وراء كل ثناء للعبد فيه شرف فمتى علمت شيئ وعقلته كان صفتك ولا بد فحقيقة التسبيح عن التسبيح مثل قولهم التوبة هي التوبة من التوبة إذ التسبيح تنزيه ومعلوم أنه لا نقص في جانب الحق. قال: وإذا كان كل شيء يسبح بحمده، فسبح بعد ذلك ولا تسبح فإنك مسبح شئت أم أبيت علمت وجهلت وأطال في ذلك ثم قال: واعلم أنا لا نحمد اللّه إلا بما أعلمنا أن نحمده به فإن حمده مبناه على التوقيف إذا التلفظ بالحمد على جهة القربة لا يصح إلا من جهة الشرع، ومن هنا كان لا ينبغي للعبد أن يثني على اللّه تعالى بخلقه المحقرات عرفا والمستقذرات طبعا وإن كان ذلك داخلا في قول العبد: الحمد للّه خالق كل شيء، ولكن لا ينبغي في الأدب التعيين للمحقر لئلا ينسب العبد إلى سوء العقيدة مع أن ذلك صحيح لو قاله العبد قال: ولا أمثل به لأني أستحيي أن يقرأ في كتابي مع أني ما أرى شيئا في الوجود حقيرا من حيث إن اللّه تعالى اعتنى به وأبرزه في الوجود واللّه أعلم.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!