الفتوحات المكية

الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر

وهو منتخب من كتاب لواقح الأنوار القدسية المختصر من الفتوحات المكية

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[الباب الأحد والعشرون وأربعمائة في معرفة منازلة «من طلب الوصول إلي بالدليل والبرهان لم يصل إلي أبدا فإنه لا يشبهني شيء»]

و قال في الباب الحادي والعشرين وأربعمائة في قوله تعالى: لاٰ تُدْرِكُهُ اَلْأَبْصٰارُ [الأنعام: 103] . يعني من كل عين من أعين الوجوه، وأعين القلوب فإن القلوب ما ترى إلا بالبصر وأعين الوجوه لا ترى إلا بالبصر، فالبصر حيث كان هو الذي يقع به الإدراك لكن يسمى البصر في العقل عين البصيرة ويسمى في الظاهر بصر العين إذ العين في الظاهر محل البصر كما أن البصيرة في الباطن محل لبصر العين التي في الوجه فاختلف الاسم عليه وما اختلف هو في نفسه فكما لا تدركه العيون بأبصارها كذلك لا تدركه البصائر بأعينها.

(قلت) : وقد أخبروا سيدي الشيخ عبد القادر الجيلي رضي اللّه عنه، أن شخصا يزعم أنه رأى ربه بعين بصره فقال: هذا شخص ملبس عليه وهو أنه خرق من عين بصيرته خرق إلى باصر عين وجهه، فرأى ربه حينئذ فظن أنه رآه بعين بصره انتهى. ففي هذه الحكاية إشارة إلى صحة الرؤية بالبصيرة في دار الدنيا فليتأمل مع كلام الشيخ محيي الدين فإني حاولت جمعا فلم يحصل لي سوى أن المتفق عليه جواز الرؤية بنفس البصيرة لا بعين البصيرة ولا بعين الوجه، ولا بعين القلب، فتكون البصيرة على هذا قدرا زائدا عن الجميع وفي الجميع إنما يتأتى إذا قررنا الكلام على رؤيته تعالى في دار الدنيا ولغيره صلى اللّه عليه وسلم، أما رؤيته في الآخرة ورؤيته في الدنيا لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فنؤمن بأن ذاك بعين الرأس قطعا واللّه أعلم.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!