الفتوحات المكية

الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر

وهو منتخب من كتاب لواقح الأنوار القدسية المختصر من الفتوحات المكية

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[الباب الثاني والتسعون وثلاثمائة في معرفة منازلة من رحم رحمناه ومن لم يرحم رحمناه ثم غضبنا عليه ونسيناه]

و قال في الباب الثاني والتسعين وثلاثمائة في قوله تعالى: وجَزٰاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهٰا [الشورى: 40] . الآية. اعلم أن كل من غضب من العالم وانتقم فقد رحم نفسه بذلك الانتقام لكونه شفاء له مما يجده من ألم الغضب وصدقة الإنسان على نفسه من أفضل الصدقات، ثم إذا رحم نفسه وزال الغضب لا بد أن تعقبه الرحمة وهو الندم الذي يجده الإنسان في نفسه إذا عاقب أحدا ويقول: لو شاء اللّه كان العفو عنه أحسن لا بد أن يقول ذلك إما دني وأخرى يعني: في انتقامه لنفسه لئلا يتخيل أن إقامة الحدود من هذا القبيل فإن إقامة الحدود شرع من عند اللّه ما للإنسان فيها تعمل وأطال في ذلك ثم قال: واعلم أنه لم يأت في القرآن قط أن اللّه خير الآخذين ولا خير الباطشين ولا المعذبين ولا المنتقمين وإنما جاء خير الراحمين خير الفاصلين، خير الشاكرين، خير الغافرين. وأما خير الماكرين فلحكمة لا ينبغي أن تذكر إلا بين أهل اللّه تعالى، فتأمل ما تحته.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!