الفتوحات المكية

الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر

وهو منتخب من كتاب لواقح الأنوار القدسية المختصر من الفتوحات المكية

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[الباب الثالث والتسعون وثلاثمائة في معرفة منازلة من وقف عند ما رأى ما هنا له هلك]

و قال في الباب الثالث والتسعين وثلاثمائة في قول اللّه تعالى: وإِنَّ مِنْهٰا [البقرة: 74] . أي: الحجارة لَمٰا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اَللّٰهِ [البقرة: 74] : هذا دليل سمعي شهد للحجارة بالخشية ولا يخشى إلا حي دراك قال: وقد أخذ اللّه بأبصار الإنس والجان عن إدراك حياة الجماد إلا من شاء اللّه تعالى كنحن وأضرابنا، فإنا لا نحتاج إلى دليل في ذلك لكون الحق تعالى قد كشف لنا عن حياتها عينا وأسمعنا تسبيحها ونطقها قال: وكذلك اندكاك الجبل لما وقع التجلي إنما كان ذلك منه لمعرفته بعظمة اللّه عز وجل فلولاه ما عنده من العظمة لما تدكدك لأن الذوات لا تؤثر في أمثالها ذلك وإنما يؤثر في الأشياء معرفتها بقدر من تجلّى لها ومنزلته لا غير فالعلم بالمنزلة هو الذي أثر لا الذات التي لها المنزلة الكامنة فيها قال: وانظر الملك إذا دخل السوق في صورة العامة ومشى بينهم وهم لا يعرفون أنه الملك كيف لا يقوم له وزن في نفوسهم ثم إذا لقيه في تلك الحالة من يعرفه قامت بنفسه عظمته وقدره وأثر فيه علمه فاحترمه وتأدب وخضع له فإذا رأى الناس الذين يعرفون قرب ذلك الخاضع من الملك وأن منزلته تعطي أنه لا يظهر منه مثل هذا الفعل إلا مع الملك حارت إليه أبصارهم، وخشعت له أصواتهم، وأوسعوا له وتبادروا لرؤيته واحترامه فهل أثر فيهم إلا ما قام بهم من العلم فما احترموه حينئذ لصورته لأنها كانت مشهودة لهم حين لم يعلموا أنه الملك فإن كونه ملكا ليس هو عين صورته وإنما هي رتبة نسبة أعطته التحكم في العالم الذي تحت بيعته فتأمل ذلك فإنه نفيس.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!