الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر
وهو منتخب من كتاب لواقح الأنوار القدسية المختصر من الفتوحات المكية
تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني
[الباب الأحد والتسعون وثلاثمائة في معرفة منازلة المسلك السيال الذي لا يثبت عليه أقدام الرجال السؤال]
و قال في الباب الأحد والتسعين وثلاثمائة في قوله تعالى: فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ ولٰكِنَّ اَللّٰهَ قَتَلَهُمْ ومٰا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ ولٰكِنَّ اَللّٰهَ رَمىٰ [الأنفال: 17] : اعلم أن في هذه الآية إثبات القتل والرمي لمن نفاه عنه ثم إنه لم يثبت على الإثبات بل أعقب الإثبات نفيا كما أعقب النفي إثباتا بقوله: ولٰكِنَّ اَللّٰهَ قَتَلَهُمْ [الأنفال:17] . وبقوله: ولٰكِنَّ اَللّٰهَ رَمىٰ [الأنفال: 17] فما أسرع ما نفى وما أسرع ما أثبت لعين واحدة، قال: وإيضاح ذلك أن اللّه تعالى قال: فَاقْتُلُوهُمْ [البقرة:191] فأظهر أمرا وآمرا ومأمورا في هذا الخطاب فلما وقع الامتثال وظهر القتل بالفعل من أعيان المحدثات قال: ما أنتم الذين قتلتموهم بل أنا قتلتهم فأنتم لنا بمنزلة السيف لكم وأي آلة كانت للقتل فكما أن القتل وقع في المقتول بالآلة ولم يقل فيها: إنها القاتلة من الضارب هو القاتل كذلك الضارب بالنسبة إلينا ليس هو القاتل بل هو مثل السيف بالنسبة إليه هو فافهم.