الفتوحات المكية

الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر

وهو منتخب من كتاب لواقح الأنوار القدسية المختصر من الفتوحات المكية

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[الباب التاسع والسبعون وثلاثمائة]

و قال في الباب التاسع والسبعين وثلاثمائة: إنما سمي القرآن قرآنا لأنه جمع بين ما نزل في الكتب والصحف وما لم ينزل فيها ففيه كل ما في الكتب المنزلة وفيه ما لم ينزل في كتاب ولا صحيفة كما قيل في الفاتحة: إن اللّه تعالى أعطاها نبيه محمدا صلى اللّه عليه وسلم، خاصة دون غيره من الرسل من كنز تحت العرش فلم توجد في كتاب منزل ولا في صحيفة إلا في القرآن خاصة. وقال في قوله صلى اللّه عليه وسلم: «إن ربكم واحد وإن أباكم واحد» إنما لم يقل صلى اللّه عليه وسلم: إن أبويكم اثنان، يعني: حواء وآدم كما وقع في الظاهر، لأن حواء عين آدم إذ هي عين ضلعه فلم يكن إلا أب واحد في صورتين مختلفتين وليس أبوك إلا من أنت عينه فما ثم إلا أب واحد وأطال في ذلك. وقال في حديث: «حبب إليّ النساء والطيب» لم يبين صلى اللّه عليه وسلم، من حبب إليه ذلك ولكن نحن نعلم يقينا من وجه عصمته أن المراد تحبيب اللّه تعالى إليه ذلك فإنه معصوم عن أن يحب لطمع وطبع وحذر، فعلم أن من أحب النساء والطيب بحكم الطبع مثلا فليس بوارث للنبي صلى اللّه عليه وسلم، في هذا المقام وسيأتي معنى وجعلت قرة عيني في الصلاة في الباب الثامن والثمانين وثلاثمائة فراجعه. وقال في قوله صلى اللّه عليه وسلم: «العلماء ورثة الأنبياء» : اعلم أنه ليس المراد بالعلم هنا ما تستقل العقول والحواس بإدراكه دون الأخبار فإن ذلك ليس بوراثة وإنما المراد به هنا ما لا تستقل العقول بإدراكه من حيث نظرها بل تحكيه بأدلتها فاعلم ذلك.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!